قصة من الحياة (صرخة اب)

صرخـة أب

اني أب لولدين في المرحلة الجامعية الفرق بينهما سنة واحدة، أكرس حياتي لهما دائما وجميع طلباتهم مجابة وكنا نعيش أسرة سعيدة ومستقرة حتي اكتشفت شيئا مؤلما ... هل هو قدري أم ابتلاء وهوان ابني الأكبر يمارس الجنس مع أعز أصدقائه.

وكانت صدمة مفاجئة كبري لم أكن أتوقعها وخاصة أنني لم أقصر في تربيتهم ، ولقد حظي الابن الأكبر بنفس الاهتمام الذي حظي به الابن الأصغر ولكن الاختلاف بينهما واضحا في الخلق والشخصية.

وحاولت أن أعالج المشكلة دون أن يعرف أحد من الأسرة وخاصة أخيه وبدأت في توجيههه من الناحية الدينية وأن هذا يغضب الله ورسوله، ولا بد أن يبتعد عن مثل هذا السلوك وتنتهي المناقشة بيننا بأنه يبكي نادما علي ما فعل ويوعد ببدء حياة جديدة وفتح صفحة جديدة بالابتعاد عن هذا السلوك وتكررت هذه الوعود كثيرا دون جدوي
ثم بدأت أضغط عليه بحرمانه من أشياء كثيرة يحبها كعقاب له حتي يردع ويعود الي صوابه، واستعنت بأخيه الأصغر حيث أنه شاب متدين أن يساعدني في انقاذ أخيه.

ولكن للأسف كل هذه المحاولات باءت بالفشل والله وحده يعلم مدي الألم والحسرة التي تعتصر قلبي وفؤادي كلما أراه.

وأخيرا نصحني أخي بأن أعرضه علي طبيب نفسي والجأ الي مساعدته في ذلك الأمر ولكن حتي هذه المحاولة باءت بالفشل.

اني أصرخ من أجل ابني الذي علي مشارف التخرج من كلية الهندسة، وبالرغم من ان حالتي المالية متيسرة الا أنني لا أستطيع انقاذ ابني فهل أجد حلا لديكم ينقذ ابني ويعيد البسمة الي حياتي والاستقرار الي نفسي...؟

أ.م.ع/ بورسعيد

***

سيدي الفاضل ...

دائما محن الحياة تعيد لنا ميزان الادراك تدعونا لوقفة مع النفس لنتعرف من خلالها علي أخطائنا وعيوبنا فندرك أن العيب فينا وفي ادراكنا للأمور.

من الواضح أن ابنك لم يحظ بقدر من الوعي الديني ليكون وازعا له يدفعه الي طريق الخير ويبعده عن السلوك السيء بدليل اندفاعه الي تيار بعيدا عن الخلق والدين.

وأقترح عليك عرض ابنك علي شيخ ممن لهم القدرة علي الاقناع والتأثير في النفس لتوجيههه وافهامه مخاطر الاستمرار في هذا السلوك علي نفسه أولا ثم مستقبله.

كما أدعوك لعقد جلسة حاسمة مع ابنك تبين له عواقب الاستمرار في هذا السلوك حيث أنه سيخسر آخرته، وثقة أهله به ورضاهم عنه، وخسران دعمهم المادي وضرورة الحزم علي عدم الدعم المادي وافهامه بأنك لا تستطيع أن تمول شخصي يسعي في طريق غضب الله حتي ولو كان هذا الشخص ابنك.

كما تبين له بأنه في حالة الاستجابة الي طلبك والتوقف عن ممارسة هذا الفعل بأنه سينال رضا أهله ودعمهم المادي ومساعدته في تحقيق آماله وطموحاته.

ولا مانع من السعي لمحاولة مواجهة صديق ابنك الذي يمارس معه هذا الفعل المشين وتوجيههه بأن هذا الفعل سيدمره نفسيا وسيسيء الي سمعته، وان هذا الأمر يخرجه من دائرة الرضا الرباني ونصحه بأن يبتعد عن هذا الطريق، والا ستبلغ أهله بالموقف لابعاده عن طريق ابنك.

..... وأقدم نصيحة لكل أب ...

غرس الوعي الديني في نفوس الأبناء لحمايتهم من الانحراف.
ومشاركتهم في اختيار أصدقائهم دون اشعارهم بالضغط عليهم في هذا الاختيار.