لا أعلم ما الذي جعل خطوات قدماي اليوم تتراحل لذاك المكان المعدوم من الحياة.. والذي أصبح مجرد ذكرى جميله وفي بعض الأحيان ذكرى مؤلمه ..
تقبع هناك في ركن الذاكرة البعيدة..
في تلك الزاوية الغامضة التي كنت أرتاد إليها قبل كل مساء ..
فأخرجت من على أرففها احدى أشرطة الذكريات ..
ونفضت عنها غبار الأيام وتقادم الزمن..
ومارست فيها ذاكرتي عادتها اليومية في استحضار مشاهد الذكريات..
تمر أمام عيناي كالبرق أمسك احداها تارة وتفلت منها الأخريات ..
تتبعثر في السمــــاوات..
لا أستطيع التقاط منها سوى بعض الجزئيات..
إلا ذكراك عزيزي تمر بهدوء يتخللها ذاك الإحساس ألا محدود
وكأنما لا يستوطن مخيلتي سواك..
ولم أعرف أحد في الكون سواك..
أعيش اللحظات فيها معك مرة اخرى ..
أبتسم معها وأشتاق لجنون فيض حنانك الذي كان يحتويني..
وأحس بلوعة قوية تشتعل في داخلي..تتعذب بها كل أرجاء نفسي
شعور هائل يجعلك أمامي..
تسكـــن ذاتي وتهــز أرض كياني..
تجلي الاستفهامات الدامعة التي تعيش في مقلة عيني..
فأعلم حينها أن عاطفتنا لم يكتب عليها الشتات..
وحبنا باق حتى الممـــات ..
فليتك تعلم كم من الحروف الأبجدية تتشكل لتصل اليك في تلك اللحظات..
وكم من الكلمات تتنافس لتكون اليك جمل شعرية متعددات..
ينتابها احساس تائه مترنح الاحتياج الى لقياك ..
والاستيطان مرة اخرى في أحشاء قلبك وليس مجرد ذكراك..
وما أن ينتهي ذاك الشريط المرير بالأحداث..
أبتسم وأطويه بحرصا شديد ..وأعيده الى حيثما كان
راجيا الأيام بأن تعود وتتجــدد الذكريات..!