سيدة يوغسلافية يبكيها القرأن

الحمد لله رب العالمين .... الحمد لله ناصر الأولين ومعز الأخرين .... ومذل الكفر والمنافقين أما بعد ....إن أثر القرأن في النفوس غريب وفعله في النفوس عجيب والأعجب والأغرب ....وإن كان لا عجب ولا غرابة فالقرأن كلام الله أن يثير القرأن مشاعر امرأة أعجمية ويجعل عينيها تفيضان بالدمع وهي لا تعرف من اللغة العربية شيئاً ......يحكي سيد قطب _ رحمه الله_ هذه الحكاية التي عاشها على ظهر سفينة متجهة إلى أمركا ويقول :كنا ستة نفر من المنتسبين للإسلام على ظهر سفينة مصرية تمخر بنا عبر المحيط الأطلسي إلى نيويورك ومن بين عشرين ومائة راكب وراكبة أجانب ليس فيهم مسلم وخطر لن أن نقيم صلاة الجمعة في المحيط على ظهر السفينة وقد يسر لنا قائد السفينة وكان انجليزياً أن نقيم صلاتنا وسمح لبحارة السفينة وطهاتها وخدمها وكلهم نوبيون مسلمون أن يصلي منهم معنا من لا يكون عليه عمل وقت الصلاة وقد فرحوا بهذا فرحاً شديداً إذ كانت المرة الأولى التي تقام فيها صلاة على ظهر السفينة ....ويقول سيد قطب : وقمت بخطبة الجمعة وإقامة الصلاة والركاب الأجانب معظمهم يرقبون صلاتنا وبعد الصلاة جاء الكثير منهم مهنئين على نجاح " القداس" فقد كان هذا قصى ما يفهمونه عن صلاتنا ولكن .... سيدة من هذا الحشد عرفنا بعد أنها يوغسلافية هاربة من جحيم الشيوعية كانت شديدة التأثر والإنفعال وتفيض عيناها بالدمع ولا تتمالك مشاعرها جائت تشد على أيدينا بحرارة وتقول بالإنجليزية : أنها لا تملك نفسها من التأثر العميق وما في صلاتنا من خشوع ونظام ....وليس هذا موضوع شاهد القصة ولكن ذلك في قوله ... أي لغة هذه التي كان يتحدث بها قسيسكم ان هذه اللغة التي يتحدث بها ذات ايقاع موسيقي عجيب وإن كنت لم أفهم منها حرفاً ...يقول : ثم كانت المفاجأة لنا عندما قالت : ليس هذا الموضوع الذي أسأل عنه إن الموضوع هو : أن الإمام كان يرد في أثناء كلامه فقرات خاصة كانت تحدث نفسي رعشة وقشعريرة كما لو كان الإمام مملوء من روح القدس ..... فأدركنا بعدها أنها تقصد تلك الآيات القرآنية التي تلاها الإمام في خطبة الجمعة وأثناء الصلاة ومع ذلك كانت هذه المفاجأة لنا تدعونا إلى الدهشة سيدة لا تفهم العربية ولا تعي ما نقول .................