elromance1.ahlamountada.com
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى متنوع في البرامج والاغانى والافلام
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 صفات الداعية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
وائل الرومانسى
مشرف فضي
مشرف فضي
وائل الرومانسى


المساهمات : 251
تاريخ التسجيل : 02/04/2008
الموقع : https://alromance1.ahlamountada.com

صفات الداعية Empty
مُساهمةموضوع: صفات الداعية   صفات الداعية Emptyالجمعة أبريل 11, 2008 9:18 pm



صفات الداعية

إذا كان الأمر كذلك -أيها الإخوة- فنأتي إلى موضوعٍ يكون محلَّ نظر في مسالك الدعاة، وقبل أن ندخل في هذا الموضوع والذي هو لب هذا الحديث، نشير إلى بعض الصفات -بشيء من الإيجاز- التي يجب أن يتحلى بها رجل الدعوة، ومنها تتشعب تلك المسالك.وهي أمورٌ سبق أن ذُكرتم بها في أكثر من مقام ومناسبة، وهي معهودة لديكم، ولكننا نذكرها بشيء من الإيجاز:






من صفات الداعية: التقوى

من أهم الصفات التي ينبغي أن يتحلى بها رجل الدعوة: التقوى.ويقصد بها كل معانيها: من فعل المأمورات، وترك المنهيات، والتحلي بصفات أهل الإيمان، فتقوى الله بشمولها إذا رزقها العبد فإنها تنير القلب، وتفتح المدارك، ويستبصر بها موهوبها مواطن الحق، ويهتدي بها إلى الوسائل والأساليب الصحيحة الملائمة للظروف والأحوال والأشخاص، فالعاقبة للتقوى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً [الطلاق:2].. وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً [الطلاق:4]^ وأولياء الله هم المتقون.



من صفات الداعية: الإخلاص

الإخلاص باب عظيم معلوم نظرياً، وتحقيقه عزيز، ومن حقق هذه الصفة لم يلتفت إلى نظر الناس أو تلمس مراضيهم، ويأتي هنا قول الإمام المجدد شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: "إن بعض الناس يدعو إلى الله وهو إنما يدعو إلى نفسه".وأعظم الناس مطالبة وحاجة إلى هذه الخصلة هم العلماء والدعاة، ومن أول من تسعر بهم النار يوم القيامة من ضيع هذه الخصلة، ولقد قال الغزالي رحمه الله في الإحياء ؛ محذراً من الشهوة الخفية الداعية إلى الشرك الخفي: "إن الداعي قد يرى حين الدعوة والقيام بها عز نفسه بالعلم والدين، وذل غيره بالجهل والتقصير، فربما قصد بالدعوة إظهار التميز على غيره -نسأل الله السلامة- وإذلال المدعو". ولعلكم تدكرون ما قلناه قبل قليل: وهو أن الموعظة الحسنة أن تجل أخاك، وتتلطف معه، وتحفظ له حق الإسلام. قد يقصد الداعي -نسأل الله السلامة كما ذكر الشيخ الإمام الغزالي صاحب الإحياء بما سماه-: الشهوة الخفية الداعية إلى الشرك الخفي، وهذا كلامٌ يكتب بماء الذهب. يقول: "إن الداعي قد يرى حين الدعوة والقيام بها عز نفسه بالعلم والدين، وذل غيره بالجهل والتقصير، فربما قصد بالدعوة إظهار التميز على غيره وإذلال المدعو بإشعاره ولو بطرفٍ خفي بالجهل، وخسة أهل الجهل، والتقصير، وسوء حال المقصرين. قال: وهذه مزلة عظيمة، وغائلة هائلة، وغرور للشيطان يطوق به كل إنسان إلا من عرَّفه الله عيوب نفسه، وفتح بصيرته بنور هدايته، فإن في الاحتكام على الغير لذةً للنفس عظيمة". أي: الإنسان عندما يتكلم في عيوب الناس يجد لذة في أنه يتعالى ويخاطب الناس: افعلوا وأصلحوا، لماذا لا تقدموا؟ فالنقد لذيذ للإنسان، ويجد لذة في التعالي على الناس، ولهذا يقول الشيخ: "فإن في الاحتكام على الغير لذة للنفس عظيمة". ولم يقتصر الغزالي رحمه الله على هذا الإيضاح، بل زاد في بيان المعيار والمحك في ذلك حين قال: "وهناك محكٌ ومعيار ينبغي أن يمتحن الداعي به نفسه، وهو: أن يكون قيام غيره بالدعوة وإصلاح الناس واستجابتهم لغيره أحب إليه من استجابتهم له، فإن كان يحب أن يكفيه غيره فهو على خير، وإن كان لا يحب ذلك لغيره من أهل العلم والدعوة فما هو إلا متبع لهوى نفسه، متوسل إلى إظهار جاه نفسه بواسطة دعوته، فليتق الله تعالى فيه، وليدع أولاً نفسه". انتهى بتصرف وحذف من الإحياء . لكن هل هناك حقيقة لكلام الشيخ حينما قال: "أن يكون دعوة غيره أحب إليه من دعوته في نفسه"؟ هذا فيه نظر، وخاصة مع قوله صلى الله عليه وسلم: {فوالله لئن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم }^ فلا شك أنه كان مؤهلاً للدعوة متصدراً لها، لكن لاشك أنه إذا وجد من يكفيه اكتفى به، على معنى أنه إذا وجد في نفسه -فعلاً- أنه يحب الظهور فليتوارى، أما إذا جاهد نفسه وأراد أن ينال شرف هذا الحديث الذي أقسم فيه النبي صلى الله عليه وسلم: { لئن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم }^ فهذا محل نظر في كلام الغزالي رحمه الله.



من صفات الداعية: العلم

ومن الصفات التي ينبغي وقد يتحتم أن يتحلى بها رجل الدعوة: العلم؛ بل هو المقصود الأعظم من (البصيرة) في قوله تعالى: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ [يوسف:108]^ بل إن من معاني الحكمة العلم، فالبصيرة تجمع العلم والحكمة، وهذه الخصلة لا تحتاج إلى معنى العلم، فهي معلومة لديكم، ويكفي في هذا التنبيه إلى ما تحفظونه من ترجمة الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه حيث قال: (باب: العلم قبل القول والعمل) واستدل بقوله تعالى: فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ [محمد:19]^ قال رحمه الله: (فبدأ بالعلم قبل القول والعمل) وفي هذا يقول الحسن البصري رحمه الله: [[العامل بغير علمٍ كالسائر على غير هدى ]] وفي مأثور الحكم: "من تمسك بغير أصلٍ ذل، ومن سلك طريقاً بغير دليل ضل".ويشمل العلم: الفهم الدقيق لما جاء في الكتاب والسنة، وسير السلف ، وفهوم أهل العلم والفقه علماً وعملاً.



من صفات الداعية: التواضع

من الصفات المهمة للداعية: التواضع:ذلك أن من طبائع الناس أنهم لا يقبلون من يستطيل عليهم، أو يبدو منه احتقارهم أو استصغارهم، ولو كان ما يقوله حقاً وصدقاً، بل إن الاستعلاء سببٌ ظاهرٌ في كره الحق ورفضه، ومن أجل هذا فإن التواضع ثمرة المعرفة بالله وبالنفس، يقول الخليفة أبو بكر رضي الله عنه: [[لا يحتقرن أحدٌ أحداً من المسلمين، فإن صغير المسلمين عند الله كبير ]]^ وقد خاطب الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم بقوله: وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ [الكهف:28]^. ويقول ابن الحاج : "من أراد الرفعة فليتواضع لله تعالى، فإن العزة لا تقع إلا بقدر النزول". أي: بقدر التواضع. ومما يلحق بهذا الباب: العلم بأن من طبائع النفوس النفرة ممن يكثر الحديث عن نفسه، أو يستجلب الثناء عليها، أو يستدر لها المديح، فالفضل من الله، ومن تحدث إلى الناس فليتحدث إليهم بفضل الله لا بفضل نفسه.






من صفات الداعية: الحلم

ومن صفات الداعية أيضاً: الحلم:وهو ضبط النفس عند الغضب، والرجوع إلى العقل عند ثورة الانفعال، وما هذا إلا بشارات القوة وعنوان البطولة: {ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب } وما أحوج الدعاة إلى الله إلى هذا وخاصة حين يحتدم الجدال، ويرون أشياء قد تثار، ولكن الحكيم والحليم هو الذي يظهر أثره في مثل هذه المواقف، ومن أحوجُ الخلق بهذا رجل الدعوة الذي ميدانه صدور الرجال ونفوس البشر. ومن أبرز صور الحلم: كظم الغيظ، ثم يعقبه في الترقي: العفو عن الناس، وتلك صفات المتقين أهل الجنة التي عرضها السماوات والأرض، ومن رزق الحلم ترقى في درجاته؛ فيصل من قطعه، ويعفو عمن ظلمه، ويحسن إلى من أساء إليه.. ويخطئ من يظن أن الحلم عجز، وأن العفو ضعف، وأن الإعراض عن الجاهل خوف وخور، ولا يقول ذلك إلا من تأخذه العزة بالإثم، وهو خلق ذميم يتنافى مع الحلم كما ترى. خرج زين العابدين علي بن الحسين رضي الله عنه من المسجد يوم فسبه رجل، فانتدب الناس إليه، يريدون أن يمنعوه ويكفوه، فقال: [[دعوه، ثم أقبل عليه وقال: ما ستره الله عنك من عيوبنا أكثر، ألك حاجة نعينك عليها؟ فاستحيا الرجل، فألقى إليه خميصة كانت عليه، وأمر له بألف درهم، فكان الرجل إذا رآه قال: إنك من أولاد الأنبياء ]]^.



من صفات الداعية: عدم الغلظة والفظاظة

ومن الصفات كذلك: عدم الغلظة والفظاظة.أيها الإخوة: أيها الشباب! أيها الدعاة: الناس في حاجةٍ إلى كنفٍ رحيم، وبشاشةٍ سمحة.. بحاجة إلى ودٍ يسعهم، وحلمٍ لا يضيق بجهلهم.. بحاجةٍ إلى من يحمل همومهم، ولا يثقل عليهم بهمومه، يجدون في رحابه العطف والرضا، ومن أجل هذا تأتي الرحمة الربانية لمحمد صلى الله عليه وسلم وهو الرسول القدوة: فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ [آل عمران:159] فما غضب عليه الصلاة والسلام لنفسه قط، ولا ضاق صدره بضعفهم البشري، بل أعطاهم كل ما ملكت يداه، وما نازعهم في شيء من أعراضهم، وسعهم حلمه وبره وعطفه. وحينما يوهب العبد قلباً رحيماً، وطبعاً رقيقاً مع العلم والحكمة؛ فإنه لا يستكثر على الصغير والجاهل أن يصدر عنهم صدود عن الناصحين، والدنيا مليئة بمن لا يحبون الناصحين. إن الداعي إلى الحق صاحب الخبرة والمراس لا يعجب من صدود الناس ونفرتهم، لكن رحمته بهم وشفقته عليهم لا تنفك تغريه بمعاودة الكرة تلو الكرة، كما يعاود الوالدان الحريصان على أولادهما في الإلحاح بالغذاء والدواء في حال الصحة والمرض، بل لقد جاء حديثٌ أخرجه أبو داود ، والنسائي ، وابن ماجة ، وابن حبان من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {إنما أنا لكم مثل الوالد لولده }^ هل رأيتم والداً يمل من نصح ولده؟ حتى ولو نصحته ثم نصحته تجد الوالد دائماً يكرر، هذا الذي ينبغي أن تفعلوه مع الناس، ولا تضيق صدوركم أبداً، وهل رأيت أعظم شفقة من الوالد على ولده؟ وكم قابل محمدٌ صلى الله عليه وسلم إعراض قومه بابتهاله النبوي: {اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون }.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alromance1.ahlamountada.com
 
صفات الداعية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
elromance1.ahlamountada.com :: قسم الاسلاميات :: المنتدى الاسلامي-
انتقل الى: